فارس الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بكل الحب نلتقى وبالابداع نرتقى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روائع الغزل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهريار
فارس مميز
شهريار


عدد المساهمات : 32
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

روائع الغزل Empty
مُساهمةموضوع: روائع الغزل   روائع الغزل Emptyالخميس 02 سبتمبر 2010, 4:25 pm



30ـ ثورة الشك





أَكَادُ أَشُكُّ فـي نَفْسِـي لأَنِّـي
أَكَادُ أَشُـكُّ فيـكَ وأَنْـتَ مِنِّـي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْـتَ عَهْـدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَـمْ تَصُنِّـي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِـي
ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَـابِ المُطْمَئِـنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَـابُ لِغَيْـرِ عَـوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْـرِ أَمْـنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَـدَرُ المُوَالِـي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَـابِ وَلَـمْ يَفُتْنِـي
كَـأَنَّ صِبَـايَ قَـدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّـدِ أَوْ كَأَنِّـي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُـلَّ النَّـاسِ قَلْبِـي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّـاسِ أُذْنِـي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَـيَّ ظِـلاَلُ شَـكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِـي وَاسْتَعْبَدَتْنِـي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْـبُ اللَيَالِـي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَـا وَعَنِّـي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيـكَ سَمْعِـي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِـي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيـكَ قَـوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْـنِ ظَنِّـي
وَبِـي مَمَّـا يُسَاوِرُنِـي كَثِيـرٌ
مِنَ الشَّجَنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِـي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّـكِّ رُوحِـي
وَتَشْقَـى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّـي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَـلْ صَحِيـحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ .. أَلَمْ تَخُنِّي؟!



الأمير عبدالله الفيصل / غنتها أم كلثوم


* * *

31ـ طفلة عربية




تعـلـق قلـبـي طَـفـلـة عـربـيـة
تنعّـم فـي الديبـاج والحُلْـي والحـلـل
لهـا مقلـة لـو أنهـا نـظـرت بـهـا
إلـى راهـب قـد صــام لله وابتـهـل
لأصـبـح مفتـونـا معـنًّـى بحـبـهـا
كـأن لـم يصـم لله يومـا ولـم يصـل
ألا رب يــوم قــد لـهـوت بـدلـهـا
إذا مـا أبوهـا ليلـة غــاب أو غـفـل
فقالـت لأتـراب لـهـا قــد رميـتـه
فكيـف بـه إن مـات أو كيـف يحتـبـل
أيخفـى لنـا إن كـان فـي الليـل دفنـه
فقلـت وهـل يخفـى الهـلال إذا أفــل؟
قتلـتِ الفتـى الكنـدي والشاعـر الـذي
تدانـت لـه الأشعـار طُـرًّا فيـا لـعـل
لِمَهْ تقتلـي المشهـور والفـارس الـذي
يفلـق هامـات الرجـال بــلا وجــل
ألا يـا بنـي كنـدَ اقتلـوا بابـن عمكـم
وإلا فـمـا أنـتـم قبـيـل ولا خــول
قتيـل بـوادي الحـب مـن غيـر قاتـل
ولا ميـت يـعـزى هـنـاك ولا زمــل
فتلـك التـي هــام الـفـؤاد بحبـهـا
مهفهـفـة بيـضـاء دريــة الـقـبـل
ولي ولهـا فـي النـاس قـول وسمعـة
ولـي ولهـا فـي كـل ناحـيـة مـثـل
كـأن علـى أسنانـهـا بـعـد هجـعـة
سفرجـل أو تفـاح فـي القنـد والعسـل
رداح صمـوت الحجـل تمشـي تبخـتـرا
وصراخة الحجليـن يصرخـن فـي زجـل
غموض عضوض الحجل لو أنهـا مشـت
بـه عنـد بـاب السبسبييـن لانفـصـل
فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي وهـي
مُنًى لي من الدنيـا مـن النـاس بالجمـل
ألا لآ لا إلا لـــــيء لا بــــــث
ولا لآ لا إلا لآلــيء مـــن رحـــل
فكم كم وكم كم ثـم كـم كـم وكـم وكـم
قطعـت الفيافـي والمهامـة لـم أمــل
وكــاف وكفـكـاف وكـفـي بكفـهـا
وكاف كفوف الـودق مـن كفهـا انهمـل
فلو لو ولـو لوثـم لـو لـو ولـو ولـو
دنـا دار سلمـى كنـت أول مـن وصـل
وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن
أسائل عنهـا كـل مـن سـار وارتحـل
وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل
وسـل دار سلمـى والربـوع فكـم أسـل
وشنصل وشنصل ثـم شنصـل وشنصـل
على حاجبي سلمـى يزيـن مـع المقـل
حجـازيـة العينـيـن مكـيـة الحـشـا
عراقيـة الأطــراف رومـيـة الكـفـل
تهامـيـة الأبــدان عبسـيـة اللـمـى
خزاعـيـة الأسـنـان دريــة القـبـل
وقـلـت لـهـا أي القبـائـل تنسـبـي
لعليَ بين الناس فـي الشعـر كـي أسـل
فقـالـت أنـــا كـنـديـة عـربـيـة
فقلـت لهـا حاشـا وكـلا وهـل وبــل
فقـالـت أنــا رومـيــة عجـمـيـة
فقلت لها (ورخيز بياخـوش) مـن قـزل
فلـمـا تلاقيـنـا وجـــدت بنـانـهـا
مخضبـة تحكـي الشـواعـل بالشـعـل
ولا عبتهـا الشطرنـج خيلـي تـرادفـت
ورخـي عليهـا دار بالـشـاه بالعـجـل
فقالـت ومـا هـذا شـطـارة لاعــب
ولكـن قتـل الشـاه بالفيـل هـو الأجـل
فناصبتهـا منصـوب بالفـيـل عـاجـلا
من اثنين فـي تسـع بسـرع فلـم امـل
وقـد كـان لعبـي كـل دسـت بقبـلـة
أقـبـل ثـغـرا كالـهـلال إذا أهـــل
فقبلتـهـا تسـعـا وتسعـيـن قـبـلـة
وواحـدة أيضـا وكنـت عـلـى عـجـل
وعانقتـهـا حـتـى تقـطـع عقـدهـا
وحتى فصوص الطوق من جيدهـا انفصـل
كـأن فصـوص الطـوق لمـا تنـاثـرت
ضيـاء مصابيـح تطايـرن عـن شعـل
وآخـر قولـي مثـل مــا قـلـت أولا
لمـن طلـل بـيـن الجـديـة والجـبـل



تنسب لامرىء القيس / غنتها هيام يونس وطلال مداح



* * *




32ـ أراك طروبا




أراك طـروبـا والـهًـا كالمتـيـم
تطوف بأكنـاف السجـاف المخيـم
أصابـك سهـم أم بُليـت بنـظـرةٍ
فمـا هـذه إلاسجيـة مـن رُمـي
على شاطيء الوادي نظرت حمامـه
أطالـت علـى حسرتـي وتندمـي
فإن كنت مشتاقاً إلى أيمـن الحمـى
وتهـوى بسكـان الخيـام فأنـعـم
أشيـر إليهـا بالبـنـان كأنـمـا
أشير إلى البيـت العتيـق المعظـم
أغارعليهـا مـن أبيهـا وأمـهـا
ومن خطوة المسواك إن دارفي الفم
أغارعلـى أعطافهـا مـن ثيابهـا
إذا ألبستهـا فـوق جسـم منـعّـم
وأحسـد أقداحًـا تقـبّـل ثغـرهـا
إذا وضعتها موضع اللثم فـي الفـم
خذوا بدمـي منهـا فإنـي قتيلهـا
ولا مقصـدي الا تجـود وتنعـمـي
ولاتقتلوهـا إن ظفـرتـم بقتلـهـا
ولكن سلوها كيف حـل لهـا دمـي
وقولوا لها يامنيـة النفـس إننـي
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمـي
ولا تحسبـوا أنـي قُتلـت بصـارم
ولكن رمتني من رباهـا باسهمـي
لها حكم لقمـان وصـورة يوسـف
ونغـمـة داود وعـفـة مـريـم
ولي حزن يعقوب ووحشـة يونـس
وآلام أيـــوب وحـســرة آدم
ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا
مخضبـةً تحكـي عصـارة عنـدم
فقلت خضبت الكـف بعـدي أهكـذا
يكـون جـزاء المستهـام المتيـم
فقالت وأبدت في الحشى حُرَق الجوى
مقالة من فـي القـول لـم يتبـرم
وعيشـك ماهـذا خضـاب عرفتـه
فلا تك بالبهتـان والـزور مُتْهمـي
ولكننـي لمـا رأيـتـك راحــلا
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمـي
بكيت دمـا يـوم النـوى فمسحتـه
بكفي فاحمـرّت بنانـيَ مـن دمـي
ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة
لكنت شفيـت النفـس قبـل التنـدم
ولكن بكـت قبلـي فهيّجنـي البكـا
بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم
بكيت على من زيّن الحسن وجههـا
وليس لهـا مِثْـل بعـربٍ وأعجُـمِ
عراقية الألحـاظ .. مكيـة الحشـا
هلاليـة العينيـن طائـيـة الـفـم
وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا
بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم
أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا
إشـاره محـزون ولــم تتكـلـم
فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا
وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم
فوالله لـولا الله والخـوف والرجـا
لعانقتهـا بيـن الحطيـم وزمــزم
وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـة
مُفرّقةً فـي الكـف والخـد والفـم
ووسدتهـا زنـدي وقبلـت ثغرهـا
وكانت حلالا لي ولو كنـت محـرم!
وإن حـرم الله الزنـى فـي كتابـه
فما حـرم التقبيـل بالخـد والفـم!
وإن حُرّمت يوما على ديـن أحمـد
(تحلّ) على دين المسيح بن مريـم



تنسب ليزيد بن معاوية / غناها مجموعة من الفنانين أشهرهم طلال مداح

وفنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي , وهو أول من غناها حسب علمي



* * *



33ـ أراك عصي الدمع




أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْـرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليـكَ و لا أمْـرُ؟
بَلى، أنا مُشْتـاقٌ وعنـديَ لَوْعَـةٌ
ولكنَّ مِثْلـي لا يُـذاعُ لـهُ سِـرُّ!
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهـوى
وأذْلَلْتُ دمْعاً مـن خَلائقِـهِ الكِبْـرُ
تَكادُ تُضِيْءُ النـارُ بيـن جَوانِحـي
إذا هي أذْكَتْهـا الصَّبابَـةُ والفِكْـرُ
مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَـوتُ دونَـهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فـلا نَـزَلَ القَطْـرُ!
حَفِظْـتُ وَضَيَّعْـتِ المَـوَدَّةَ بيْننـا
وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ
ومـا هـذه الأيـامُ إلاّ صَحائـفٌ
لأحْرُفِها من كَـفِّ كاتِبِهـا بِشْـرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غـادَةً
هَوايَ لها ذنْـبٌ، وبَهْجَتُهـا عُـذْرُ
تَروغُ إلى الواشينَ فـيَّ، وإنَّ لـي
لأُذْناً بها عن كـلِّ واشِيَـةٍ وَقْـرُ
بَدَوْتُ، وأهلي حاضِـرونَ، لأنّنـي
أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْرُ
وحارَبْتُ قَوْمي في هـواكِ، وإنَّهُـمْ
وإيّايَ، لو لا حُبُّكِ المـاءُ والخَمْـرُ
فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولـمْ يَكُـنْ
فقدْ يَهْدِمُ الإيمانُ ما شَيَّـدَ الكفـرُ
وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفـاءِ مَذَلَّـةٌ
لإنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُهـا الغَـدْر
وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبـا يَسْتَفِزُّهـا
فَتَأْرَنُ، أحْيانـاً كمـا، أَرِنَ المُهْـرُ
تُسائلُني من أنتَ؟ وهـي عَليمَـةٌ
وهل بِفَتىً مِثْلي على حالِـهِ نُكْـرُ؟
فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى:
قَتيلُكِ! قالـت: أيُّهـمْ؟ فَهُـمْ كُثْـرُ
فقلتُ لها: لو شَئْـتِ لـم تَتَعَنَّتـي
ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بي خُبْـرُ!
فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنـا
فقلتُ: معاذَ اللهِ بل أنـتِ لا الدّهـر
وما كان لِلأحْزان، ِ لولاكِ، مَسْلَـكٌ
إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلى جِسْر
وتَهْلِكُ بين الهَزْلِ والجِـدِّ مُهْجَـةٌ
إذا ما عَداها البَيْنُ عَذَّبهـا الهَجْـرُ
فأيْقَنْتُ أن لا عِزَّ بَعْـدي لِعاشِـقٍ
وأنّ يَدي ممّا عَلِقْـتُ بـهِ صِفْـرُ
وقلَّبْتُ أَمـري لا أرى لـيَ راحَـة
إذا البَيْنُ أنْساني ألَحَّ بـيَ الهَجْـرُ
فَعُدْتُ إلى حُكم الزّمـانِ وحُكمِهـا
لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ وليَ العُـذْرُ
كَأَنِّـي أُنـادي دونَ مَيْثـاءَ ظَبْيَـةً
على شَرَفٍ ظَمْياءَ جَلَّلَهـا الذُّعْـرُ
تَجَفَّـلُ حينـاً، ثُـمّ تَرْنـو كأنّهـا
تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَـزَهُ الحَُضْـرُ
فلا تُنْكِرينـي، يابْنَـةَ العَـمِّ، إنّـهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْـرُ
ولا تُنْكِريني، إنّنـي غيـرُ مُنْكَـرٍ
إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْـزِلَ النّصْـرُ
وإنّـي لَـجَـرّارٌ لِـكُـلِّ كَتيـبَـةٍ
مُعَـوَّدَةٍ أن لا يُخِـلَّ بهـا النَّصـر
وإنّـي لَنَـزَّالٌ بِـكـلِّ مَخـوفَـةٍ
كَثيرٍ إلى نُزَّالِهـا النَّظَـرُ الشَّـزْرُ
فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَوي البيـضُ والقَنـا
وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْبُ والنَّسْـرُ
ولا أًصْبَحُ الحَـيَّ الخُلُـوفَ بغـارَةٍ
ولا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِيَ النُّـذْرُ
ويا رُبَّ دارٍ، لـم تَخَفْنـي، مَنيعَـةً
طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنـا والفَجْـر
وحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْـلَ حتّـى مَلَكْتُـهُ
هَزيماً ورَدَّتْنـي البَراقِـعُ والخُمْـرُ
وساحِبَةِ الأذْيـالِ نَحْـوي، لَقيتُهـا
فلَم يَلْقَها جافي اللِّقـاءِ ولا وَعْـرُ
وَهَبْتُ لها ما حازَهُ الجَيْـشُ كُلَّـهُ
ورُحْتُ ولم يُكْشَفْ لأبْياتِهـا سِتْـر
ولا راحَ يُطْغينـي بأثوابِـهِ الغِنـى
ولا باتَ يَثْنيني عن الكَـرَمِ الفَقْـرُ
وما حاجَتي بالمالِ أَبْغـي وُفـورَهُ
إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَرَ الوَفْـرُ
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى
ولا فَرَسي مُهْرٌ، ولا رَبُّـهُ غُمْـرُ
ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ علـى امـرئٍ
فليْسَ لَـهُ بَـرٌّ يَقيـهِ، ولا بَحْـرُ
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الـرَّدى؟
فقلتُ:هما أمـرانِ، أحْلاهُمـا مُـرُّ
ولكنّنـي أَمْضـي لِمـا لا يَعيبُنـي
وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْـر
يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بالـرَّدى
فقُلْتُ: أما و اللهِ، ما نالنـي خُسْـرُ
وهلْ يَتَجافى عَنّيَ المَـوْتُ ساعَـةً
إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْرُ والضُّـرُّ؟
هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْرُهُ
فلم يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِـيَ الذِّكْـرُ
ولا خَيْرَ في دَفْـعِ الـرَّدى بِمَذَلَّـةٍ
كما رَدَّها، يوماً، بِسَوْءَتِهِ عَمْـرُو
يَمُنُّـونَ أن خَلُّـوا ثِيابـي، وإنّمـا
عليَّ ثِيـابٌ، مـن دِمائِهِـمُ حُمْـرُ
وقائِمُ سَيْفٍ فيهِـمُ انْـدَقَّ نَصْلُـهُ
وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُمُ حُطِّـمَ الصَّـدْرُ
سَيَذْكُرُني قومـي إذا جَـدَّ جِدُّهُـمْ
وفي اللّيلةِ الظَّلْمـاءِ يُفْتَقَـدُ البَـدْرُ
فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الذي يَعْرِفونَـهُ
وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّرُ الشُّقْرُ
وإنْ مُـتُّ فالإنْسـانُ لابُـدَّ مَيِّـتٌ
وإنْ طالَتِ الأيامُ، وانْفَسَـحَ العُمْـرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بهِ
وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَقَ الصُّفْـرُ
ونَحْـنُ أُنـاسٌ، لا تَوَسُّـطَ عندنـا
لنا الصَّدْرُ دونَ العالمينَ أو القَبْـرُ
تَهونُ علينا في المعالـي نُفوسُنـا
ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ
أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلـى ذَوي العُـلا
وأكْرَمُ مَنْ فَوقَ التُّـرابِ ولا فَخْـرُ



أبوفراس الحمداني / وغنتها أم كلثوم



* * *



34ـ رسالة من تحت الماء

إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك

أو كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك

لو أني أعرف أن الحب خطير جداً ما أحببت

لو أني أعرف أن البحر عميق جداً ما أبحرت

لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت

. .

اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق

علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق

علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق

علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق

فأنا من بعدك باقية

ككتاب مقطوع الأوراق

. .

يامن صورت لي الدنيا كقصيدة شعر

وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر

إن كنت نبياً خلصني من هذا السحر

حبك كالكفر فطهرني من هذا الكفر

إن كنت أعز عليك فخذ بيديَّ

فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمي

لو أني أعرف ان الحب خطير جداً

ما أحببت

لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت

. .

ياكل الحاضر والماضي ياعمر العمر

هل تسمع صوتي القادم من أعماق البحر

الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق

وأنا ماعندي تجربة في الحب

ولاعندي زورق

إني أتنفس تحت الماء

إني أغرق

أغرق . . أغرق


نزار قباني / غناها عبدالحليم حافظ


* * *

35ـ رباعيات الخيام




سمعتُ صوتاً هاتفاً فـي السحـر
نادى من الغيـب غفـاة البشـر
هبـوا امـلأوا كـأس المـنـى
قبل أن تملأ كأسَ العمر كفُ الَقَدر
لا تشغل البال بماضـي الزمـان
ولا بآتـي العيـش قبـل الأوان
واغنـم مـن الحاضـر لـذاتـه
فليس في طبع الليالـي الأمـان
غَدٌ بِظَهْـرِ الغيـب واليـومُ لـي
وكمْ يَخيبُ الظَـنُ فـي المُقْبِـلِ
ولَسْـتُ بالغـافـل حـتـى أرى
جَـمـال دُنـيـايَ ولا أجتـلـي
القلبُ قد أضْناه عِشْـق الجَمـال
والصَدرُ قد ضاقَ بمـا لا يُقـال
يا ربِ هل يُرْضيكَ هـذا الظَمـأ
والماءُ يَنْسـابُ أمامـي الـزُلال
أولـى بهـذا القلـبِ أن يَخْفِقـا
وفي ضِـرامِ الحُـبِّ أنْ يُحرَقـا
ما أضْيَعَ اليومَ الـذي مَـرَّ بـي
من غير أن أهْـوى وأن أعْشَقـا
أفِقْ خَفيفَ الظِـلِ هـذا السَحَـر
نـادى دَعِ النـومَ ونـاغِ الوَتَـر
فمـا أطـالَ الـنـومُ عُـمـرأ
ولا قَصَرَ في الأعمارَ طولُ السَهَر
فكم تَوالـى الليـل بعـد النهـار
وطـال بالأنجـم هـذا الـمـدار
لا توحِشِ النَفْسَ بخوف الظُنـون
واغْنَمْ من الحاضر أمْـنَ اليقيـن
فقد تَساوى في الثَرى راحلٌ غـداً
ومـاضٍ مـن أُلـوفِ السِنيـن
أطفئ لَظى القلبِ بشَهْدِ الرِضـاب
فإنمـا الأيـام مِثـل السَـحـاب
وعَيْشُنـا طَيـفُ خيـالٍ فَـنَـلْ
حَظَكَ منه قبـل فَـوتِ الشبـاب
لبست ثوب العيش لـم اُسْتَشَـرْ
وحِرتُ فيه بيـن شتـى الفِكـر
وسوف انضو الثوب عنـي ولـم
أُدْرِكْ لمـاذا جِئْـتُ أيـن المفـر
يا من يِحارُ الفَهـمُ فـي قُدرَتِـك
وتطلبُ النفـسُ حِمـى طاعتـك
أسْكَـرَنـي الإثــم ولكنـنـي
صَحَوْتُ بالآمـال فـي رَحمَتِـك
إن لم أَكُنْ أَخلصتُ فـي طاعتِـك
فإننـي أطمَـعُ فـي رَحْمَـتِـك
وإنمـا يَشْـفـعُ لــي أنـنـي
قد عِشْتُ لا أُشرِكُ فـي وَحْدَتِـك
تُخفي عن الناس سنـا طَلعتِـك
وكل ما في الكونِ مـن صَنْعَتِـك
فأنـت مَجْـلاهُ وأنـت الــذي
ترى بَديـعَ الصُنْـعِ فـي آيَتِـك
إن تُفْصَلُ القَطـرةُ مـن بَحْرِهـا
ففـي مَـداهُ مُنْتَهـى أَمـرِهـا
تَقارَبَـتْ يـا رَبُ مــا بينـنـا
مَسافـةُ البُعْـدِ علـى قَـدرِهـا
يا عالمَ الأسـرار عِلـمَ اليَقيـن
وكاشِفَ الضُـرِّ عـن البائسيـن
يـا قابـل الأعـذار عُدْنـا إلـى
ظِلِّـكَ فاقْبَـلْ تَوبَـةَ التائبـيـن



للشاعر الفارسي الشهير عمر الخيام

والترجمة هنا للشاعر العذب أحمد رامي

غنتها أم كلثوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روائع الغزل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أروع قصائد الغزل
» روائع نذاااار قباني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فارس الحب :: فارس البلاغة والادب :: همس القوافي -شعر-
انتقل الى: